الكثير من اليابانيين شبه زلزال يوم الجمعة الماضي الموافق 11/3/2011 بالأحداث التي كثيرا ما يتخليها الناس عما سيجري يوم القيامة، فالصور المسجلة لثوان غضب الزلزال كانت كافية لبث الرعب في القلوب أما المشاهد المسجلة لحركة المياه الجارفة القادمة – تسونامي- من البحر نحو اليابسة فكانت قادرة على صهر القلوب وإحداث الموت المفاجئ .
إن الدمار الهائل الناتج عن أقوى زلزال يضرب اليابان لن يبقى في دائرة الاقتصاد الياباني بل سيمتد إلى دائرة الاقتصاد العالمي ، وإذا كان العالم تعرض خلال السنوات الثلاث الماضية لعدة هزات اقتصادية عالمية متتالية – الأزمة المالية العالمية ، أزمة ديون مجموعة دبي العالمية ، أزمة الديون السيادية في أوروبا ،الثورات العربية – فإن كارثة الزلزال الياباني ستشكل حلقة جديدة من حلقات الأزمات الاقتصادية المتتالية التي تصيب الكرة الأرضية خلال القرن الحالي .
إن أخطر ما أنتجه زلزال اليابان هو الأضرار البالغة الناجمة عن إصابة المفاعلات النووية اليابانية وتوقفها عن العمل – لن نتحدث هنا عن الخراب والخسائر البشرية والبيئة التي ستحل بالكرة الأرضية فيما إذا حصل انفجار نووي – وما سيلي ذلك من تأثيرات على سوق الطاقة العالمية وخاصة أسعار النفط والغاز .
ينقسم الخبراء والمحللون المتخصصون بشؤون الطاقة العالمية فيما يتعلق بتأثير زلزال اليابان على أسواق الطاقة إلى فئتين ..
فئة تقول : إذا اعتمدت اليابان على النفط في توليد الكهرباء لتعويض ما خسرته من طاقة نووية فإن أسعار النفط سترتفع بشكل جنوني خاصة إذا تزامن ذلك مع استمرار الثورات العربية ، وفئة أخرى تقول : إذا اعتمدت اليابان على الغاز المسال بدلا من النفط فإن أسعار النفط ستنخفض في حين سترتفع أسعارالغاز المسال بشكل كبير وستكون الدول المنتجة للغاز في أسيا واستراليا والشرق الأوسط المستفيد الأكبر من ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي .
التجارب السابقة لليابان وخاصة عام 2007 عندما جرى إغلاق مفاعل “كاشيوازاكا” النووي بعد زلزال، تشير بوضوح إلى التوجه نحو الغاز المسال كطاقة بديلة لسد العجز في إنتاج الكهرباء ونظرا لإيمان الكثير من المحللين أن اليابان ستكرر تجربتها السابقة فإن يعتقدون أن أسعار الغاز الطبيعي ستسجل ارتفاعا كبير خلال العام الحالي وربما العام القادم أيضا .
إن ما يهمني من كل سبق هو أن أبحث بين أنقاض الزلزال الياباني وما سينتج عنه من استخدام للغاز هو الأثر الايجابي الذي من الممكن أن يتركه ارتفاع أسعار الغاز على سهم شركة دانة غاز كونها الشركة المساهمة العامة الوحيدة المدرجة في بورصات منطقة الخليج – وربما المنطقة العربية – التي تعمل في صناعة استخراج الغاز .
مما لا شك فيه أن توجه اليابان إلى الغاز كطاقة بديلة للنووي في إنتاج الكهرباء سيحرك أسعار الغاز عالميا نحو الارتفاع وبالرغم من ضآلة إنتاج دانة غاز إلا أنها ستستفيد من هذا الارتفاع ما يعني أنها قد تزيد أرباحها وربما تضاعفها الأمر الذي قد يقود سعر سهم دانة غاز مرة آخرى لمستويات أعلى من الدرهم خاصة وأن عددا من بيوت الخبرة تقدر السعر العادل لسهمها حاليا عند مستوى الدرهم – القيمة الدفترية للسهم نحو 1.3 درهم – فكيف إذا تضاعفت أرباحها نتيجة ارتفاع اسعار الغاز ؟